ليلة القدر قدوتي ـ د. أحمد خليل



بقلم / د. أحمد خليل خيرالله



منذ أول رمضان أشتاقُ إليكِ ، أنتظركِ ، أُحدِّث الناس عنكِ ، لم تفارقيني لحظة
سَكِينتك ، أنوار ليلك ، نجوم سمائك ، نسمات هوائك ، انتظرتُ كلَّ هذا
كانت الناس تتعجب من حديثي عنك في غير رمضان
حين كنت أقول لهم:
إن الله خلَّد ذكراك حين أنزل قرآنًا فيه سورةٌ كاملة (من السور المائة والأربعة عشر ) باسمك «سورة القَدْر » -ويا له من قَدْر- موضوعُها الكاملُ أنتِ يا ليلتي ويا قُدوتي
أتقرَّب إلى الله بحُبك ، وأسأل الله لي وللمسلمين فضلك
وحتي تكوني معي طوال العام، جعلتُك في الأمام ، واتخذتُك قدوتي وتعلمتُ منكِ هذه الدروس: دروسًا من مدرسة ليلة القدر

أخي الحبيب

كما يحتاج الفرد منا إلى ليلة بألف شهر   ، فالأُمة بحاجة إلى رجل بألف رجل
تَشَبَّهْ بليلة القَدْر ، وكُن بين العالمَين ذا قَدْر
فكن أنت هذا الرجل ، ولك قدوة في ليلة القدر ، رتأتي في أواخر الشهر، ولكنها بألف شهر
فالتأخر لا يعني أبدًا عدم التميُّز ، فكم مِن متأخِّر سبق كثيرًا من المتقدِّمين
فليس المهمُّ متى تأتي ، ولكن المهمَّ ماذا تقدِّم
تأتي ليلة القدر مرة في العام ، ولكنها تُغيِّر حياة من أدركها
وهكذا لقاء البعض ، قد يغيِّر لك حياتك في لقاء واحد
تَشَبَّهْ بليلة القدر ، وَغيِّر حياةَ من حولك ، أو جالِس من يغيِّر حياتَك
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر : 3]
هي ليلة خير من ألف شهر ،  وتجد بعضنا يَغفُل عنها
وكذلك بعض الرجال بيننا بألف رجل ، وتجد جاره يَغفُل عنه
معرفة شرف الليالي والرجال رزق ، فابحث عن الرجل الألف ، أو كن أنت هو ، أو قدِّمه للأُمة إذا وجدتَه ، أو اصْنَعْه وقدِّمه
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر
ليلة نزل فيها القرآن ، فكانت هذه عظمتها
وهكذا كل من يقترب من القرآن يكتسب من خصائصه
شَبَّهْ بليلة القدر ، لينزل القرآن على قلبك
في الليل ينام الناس ، وتَبنِي رجالَ هذه الأُمةِ ومجدَها: ليلةُ القدر ، ليلة العظمة والتغيير والانطلاق
فاجعل كل لياليك قِصصًا لبناء المجد والتغيير
موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود!فطوبى لمن جمع بين الرباط والقيام ومناجاة الملك العلام
﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر﴾
وبعضُ الناس سلامٌ هو حتى نهاية العُمر
بعض الناس سلامٌ في هيئة إنسان.. فقد تشبه بليلة القدر.. فلا حرمنا الله هؤلاء.. رجالَ السلام

حياة كل واحد منا بعد ليلة القدر لابد أن تختلف عما قبل ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة العفو ، فكن من أهل العفو طوال العام ؛ ليعاملك الله بما عاملت به خلقه في هذه الليلة ، فأهل العفو هم أنعم الناس بالعفو -بإذن الله- في ليلة القدر
تَشَبَّهْ بليلة القَدْر ، فكن بين العامِلين ذا قَدْر
اللهم بلِّغنا ليلة القدر ، وتقبَّلْها يا رب
ليلة القدر ، بداية لبقية العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق