والله اني لأحبك ـ بقلم الشيخ مصطفى دياب





الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده .
تُرى من هذا السعيد الذى قال له الحبيب و الله إنى لأحبك ؟
من هذا الفتى أكحل العين براق الثنايا الجالس فى مسجد حمص و شيوخ من الصحابة يجلسون حوله فكلما أختلفوا فى شئٍ ردوه اليه ؟
من هذا الذى إذا رأيته أحببته ( من رآه أحبه ) ؟!

إنه فتى الصحابة معاذ بن جبل
الجبل الذى لزِمَ النبى حتى غدا أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرع الله
و لكنى أعود لأقول لماذا معاذ ؟
هل كان صاحب سر ؟  ، هل كان صاحب دعوة وهَمّ لدين الله ؟
هل كان كالراحلة يطئ الارض بهدوء و ثبات ليُثَبّتَ جذور هذه الرسالة فى كل مكان ؟
هل كان الصوام القوام العابد الساجد بالليل السائح بالعمل و الدعوة و الجهاد بالنهار ؟
هل .. هل .. كل هذا و زيادة .
ولابد أن افكر انا و انت كيف نصل الى مثل هذه الدرجات ؟
ليست درجات معاذ فى العمل والدعوة والطاعة والعبادة فحسب ؛ بل الدرجة الاعلى ، كيف ننال محبة الرب عز وجل ؛ ولا تنس ان حب النبى
له بشرى بحب الله له وحب الناس لك أيها الطائع العابد العامل من بشرى حب الله لك .

كيف لا و الحبيب يقول :
( ان الله اذا احب عبداً دعا جبريل فقال : إنى أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى فى السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء و يوضع له القبول فى الارض ، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول إنى أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادى فى اهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه فيبغضوه ثم يوضع له البغضاء فى الارض )
 مسلم

و قال بن القيم :
ان العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقى اللهُ بُغضه فى قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر
اما اذا خلى العبد بطاعة الله ألقى الله حبه فى قلوب المؤمنين و بدا أثر ذلك على وجهه
فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه بالنهار
وإن للحسنة نوراً فى القلب و ضياءً فى الوجه وسعة فى الرزق ومحبة فى قلوب الخلق

ولقد صلى عمر بن الخطاب الفجر يوماً فألتفت متلهفاً صائحاً أين معاذ بن جبل ؟
أين معاذ بن جبل ؟ فقال معاذ : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين .
فهدأ عمر بن الخطاب ثم قال ذكرتُكَ البارحة فظللت أتقلب على فراشى حتى أصبحت , فتعانقا و تباكيا ،  من شدة حبه يبيت مهموما له مشغولا به
                                                               
أخى الحبيب :
هل أدركت لماذا معاذ ؟  و لماذا من رآه أحبه ؟
و هل يمكنك الوصول و السير على درب السابقين الصادقين ؟

اسلك سبيل الهدى و لا يضرك قلة السالكين
وإياك وطرق الضلاله ولا يغرك كثرة الهالكين .
اللهم أرزقنا حُبك وحب من أحبك وحب كل عملٍ يقربنا الى حبك


وصلِ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق