عبد الرحمن بن عوف






اختار عبد الرحمن بن عوف طريق الإيمان ووطّن نفسه على حمل رسالته والدّفاع عنه وقطع على نفسه العهد بأن يقف بجانب الإسلام وأن يتحمّل المسؤوليّة كاملةً نتيجة هذا الاختيار ، وذلك لأنّ الرّجولة تقتضي ذلك الأمر.
أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق.
وهنـا لمحة آخري نجدهـا فى حيـاة الصديق ، فهو الآخـر قطع على نفسه عهد على أن يجتهد فى الدعـوة فأسلم على يده ستة من المبشرين بالجنة
ـ الزبير وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف  ـــ رضي الله عنهمـ أجمعين ــ
عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة وهو من الثمانية الذين بادروا إلى الإسلام و سبقوا الناس إليه ، وهو من الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة وجعل الخلافة فيهم ، و يختارون من بينهم أميراً للمؤمنين ، و قد سموا في كتب السيرة و غيرها بأهل الشورى أو أصحاب الشورى
و كان عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين الأولين ، جمع الهجرتين جميعًا : فهاجر إلى أرض الحبشة ، ثم قدم قبل الهجرة وهاجر إلى المدينة.
و ما من غزوة من الغزوات الّتي غزاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
إلّا وشهدها #بطلنا ، فقد شهد غزوة بدرٍ الكبرى ، وغزوة أحد وبني قينقاع ، وبني النّضير، وبني قريظة ، والأحزاب ، والحديبية وفتح مكّة ، وحنين ، والطّائف ، وتبوك.
وهو من الّذين ثبتوا في غزوة أحد، وقاتل قتال الأبطال وجرح بضع وعشرين جرحاً ، وأصيب بضربةٍ في فمه قد أسقطت أسنانه وأصيب بجرحٍ في رجله فصار يعرج منه
وكان عبد الرحمن بن عوف رجلاً ثرياً من أثرياء المسلمين ، ولكن هذا الثراء لم يطغه ، فلم يتعالى على أحد أو يتكبر على مخلوق ، بل ظل هذا المال الوفير الكثير في يده لم يجد إلى قلبه سبيلاً وكان رضي الله عنه يطوف في البيت الحرام ويقول :
اللهم قني شح نفسي ، وقد بكى حينما حضرته الوفاة و قال:
أخشى أن أكون ممن عجلت له طيباته في حياته الدنيا ، و أخشى أن أحتبس على أصحابي بكثرة مالي.

وهنـا يروي لنـا أنس بن مالك رضي الله عنه عن إنفاق عبدالرحمن بن عوف
يقول كـانت قافلة لعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قد قدمت من الشام
تحمل من كل شيء ، وكانت سبعمائة بعير فجعلها رضي الله عنها جميعها في سبيل الله ، وكان رضي الله عنه كثير العتق للارقاء فقد اعتق في يوم واحد وثلاثين رقبة
وهنـا تأتي الخـاتمـة

فقد توفي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه سنة 32 هـ عن عمر يناهز خمساً و سبعين سنة ، و قد صلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه و دفن في البقيع وحزن المسلمون على موته حزناً شديداً

#عبدالرحمن_بن_عوف 
كـان مثـالاً جدير أن نحتذي به
فقد حمل هم ذلك الدين وكـان صـاحب نجـاحـات متعددة
كـان غنيـاً لكنه كـان منفقـاً ، يبتغي رضـوان من الله ومغفرة
كـان مجـاهداً لا لم يغب أبداً عن أي مشهد مع النبي

نسـأل الله أن يجمعنـا به فى الفردوس الأعلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق