في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله
صلي الله عليه وسلم كانت السيدة خديجة - رضي الله عنها - امرأة ذات مال وتجارة
رابحة ، فكانت تستأجر الرجال
لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام ،
ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر " محمد بن عبد الله " كريم الأخلاق ،
الصادق الأمين
وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية
بمثل هذه الصفات فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام وتعطيه
أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.
وحينها قَبِل ذلك منها ، وخرج في
مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام
قد قُدِّر لخديجة - رضي الله عنها
- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد مات
عنها زوجاها ، وتزوجها النبي قبل الوحي
وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة ؛ فقد
بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره
وكانت هي في الأربعين ، وظلا معًا
إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين
وكان عمره في الخمسين ، وهي أطول
فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة
من بين زوجاته جميعًا ، وهي أقرب
زوجاته إليه
فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها
، وكانت أم ولده الذكور والإناث
فكان له منها : القاسم وبه كان
يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
كانت السيدة خديجة - رضي الله عنها
- قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح ، ونور الإيمان والاستعداد لتقبُّل الحق ،
فحين نزل على رسول الله في غار حراء { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
رجع ترجف بوادره وضلوعه، حتى دخل على السيدة خديجة
فقال: " زملوني زملوني
". فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
وهنا قال لخديجة رضي الله عنها :
لقد خشيت على نفسي.
وأخبرها الخبر، فردت عليه السيدة
خديجة - رضي الله عنها -
بما يطيِّب من خاطره، ويهدئ من
روعه فقالت :
كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله
أبدًا
فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق
الحديث
وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم
وتقري الضيف، وتعين على نوائب
الحق".
تاقت روح السيدة خديجة إلى بارئها
وكان ذلك قبل هجرته صلي الله عليه
وسلم
إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات
ولها من العمر خمس وستون سنة
وأنزلها رسول الله بنفسه في
حفرتها، وأدخلها القبر بيده.
وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت
وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله
الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه
بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها
ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ذلك
العام حزنًا شديدًا
حتى سُمي "عام الحزن"،
وحتى خُشي عليه ، ومكث فترة بعدها بلا زواج.
لم يتنكَّر الرسول لهذه المرأة
التي عاشت معه حلو الحياة ومرها
بل كان يردد ويعلنها على الملأ حتي
بعد وفاتها
يقول : " إني قد رزقت حبها
كـانت تلك قبسات من حياة
أمنـا خديجة بنت خويلد
أم المؤمنين وخير نسـاء العالمين.
أمنـا خديجة بنت خويلد
أم المؤمنين وخير نسـاء العالمين.
هدفها
إظهار حياة تلك المرأة الطاهرة
التي تحملت مصاعب الحياة مع زوجها ، وكانت له خير معين ونصير
التي تحملت مصاعب الحياة مع زوجها ، وكانت له خير معين ونصير
ورسالة للرجال
كن لها بمثل أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، تكن لك بمثل
أخلاق خديجة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق