أيـام زمـان
بقلم الشيخ / مصطفى
دياب
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا
نبى بعده ﷺ
#أيام_زمان
عندما كنا نسمع الأذان فنهرول إلى المسجد و إلى الصلاة ، كان يشغلنا الأذان ( إنى أسمع صوت الأذان )
عندما كنا نسمع الأذان فنهرول إلى المسجد و إلى الصلاة ، كان يشغلنا الأذان ( إنى أسمع صوت الأذان )
#أيام_زمان
عندما كنا نحسب لأنفسنا أربعين يوماً ندرك فيها تكبيرة الاحرام فكنا من أجلها نترك ما نركبه من مواصلات و ننزل لندرك فى أقرب مسجد تكبيرة الاحرام .
عندما كنا نحسب لأنفسنا أربعين يوماً ندرك فيها تكبيرة الاحرام فكنا من أجلها نترك ما نركبه من مواصلات و ننزل لندرك فى أقرب مسجد تكبيرة الاحرام .
#أيام_زمان
عندما كنا نتواصى مع إخواننا بأن يوقظ بعضنا بعضاً
لصلاة الفجر فنمر على بيوت بعضنا و نطرق الأبواب و ننادي يا فلان حتى يقوم للصلاة
.. و منا من كان يربط قدمه بحبل و يسقطه من الشباك حتى إذا مر عليه إخوانه الفجر
جذبوا الحبل ليستيقظ للصلاة !
نعم
يستيقظ للصلاة .
كان المنبه غالياً .. و كان مزعجاً لأهل
البيت و لم يكن هناك موبايل و لا وسائل تنبيه فكانت تلك الوسائل ، و لكن لماذا ؟
لنستيقظ للصلاة .. نعم لنستيقظ للصلاة فقد
كنا نرى أن الصلاة نور و هكذا أخبر الحبيب ﷺ : (وَالصَّلَاةُ نُورٌ, وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ)
كنا نرى أن الحفاظ على الصلاة من أعظم دلالات
الالتزام الحق و ليس الالتزام الأجوف .. كان للصلاة فى قلوبنا محلٌ عظيم و ها نحن
الآن كيف نرى أحوالنا .. ؟! بعيداً عن المرضى و أصحاب الأعذار .
هل نحافظ على الصلاة فى وقتها و مكانها ؟!
هل نرى أن الصلاة نور ؟!
هل نحزن إذا فاتت تكبيرة الإحرام ؟!
أنا لا أتكلم عن النوافل .. بل أتكلم عن
الفرائض .
كان لا يشغلنا عن الصلاة شيئ و الآن أصبح منا
من ينشغل عن الصلاة بأى شيئ .
كُنا إذا التقينا كان الحديث عن الصلاة و عن
المسجد و عن المصلين و كانت أول دعوتنا للشباب إلى الصلاة
وكانت الصلاة ملاذٌ لنا .. كان المسجد يجمعنا
و يضمُنا نرى فيه إخواننا أحبابنا فتأنس أنفسنا بهم و تسعد للقائهم .. كان المسجد
حقاً بيتنا .. كنا نجلس فيه و نقضى أوقاتنا .. كنا نسهر فيه و نذاكر دروسنا .
كنا نلتقى فيه بعد العشاء لنصلى ركعات القيام
بعيداً عن أعين الناس .
علمنا يومها أن الحزن يرحل بسجدة و الفرح يأتى
بدعوة فى جوف الليل .
#أيام_زمان
و لكن تبدلت الأحوال و غرقنا فى المباح قال
بن الجوزي :
" إذا غرق القلب فى المباح أظلم "
فكيف و قد غرق بعضنا فى الحرام !
أخي
الحبيب :
إذا استعجلت فى صلاتك فاعلم أن ما تريد أن
تدركه بيد من وقفت أمامه .
و إن لم تكن فى آخر الليل مصلياً فكن
مستغفراً فاليوم يُقبلُ مِثقال الذر و غداً لا يُقبلُ مِلءُ الأرض ذهباً .
أخى
الحبيب :
لما مدح الله المؤمنين أصحاب الحبيب ﷺ قال (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) مدحهم
بأحب أوصافهم عنده عزوجل فكن أحدهم .
أخي
الحبيب :
هل تعتقد أن الأقدام التي لا تسير إلى الصلاة
تستطيع أن تسير فوق الصراط ؟!
قال عُروه بن الزبير مُحدثاً ساقه المبتورة
" ( أما و الذى حملنى عليكِ فى عتمات الليل إلى المساجد إنه ليعلم أنني ما
مشيتُ بكِ إلى حرامٍ قط )
و نحن إلى أين تحملنا أقدامنا !
أخي
الحبيب :
صرخات يوم القيامة أشد ألماً
(يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي .. )
( يَا
لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ )
نعم .. و كيف لا و قد قال تعالى : (وَوَجَدُوا
مَا عَمِلُوا حَاضِرًا )
و قال تعالى : ( فَيَوْمَئِذٍ
لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ) فلا أحد يعذب مكانك .
يا زيد من يبكى بعدك لك ؟! ... من
يترضي ربك عنك ؟!
أخي
الحبيب :
شوقاً و عوداً إلى #أيام_زمان و تذكر قول ابن
السماك :
فالدنيا كلها قليل و الذى بقى منها قليل و الذى لك من الباقى قليل و لم
يبقَ من قليلك إلا القليل !
و صلِ اللهم على محمد و على آله و صحبه اجمعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق