قبسـات من حيـاة الصحـابة
موعدنـا مع طلحة الخيــر
موعدنـا مع طلحة الخيــر
كان طلحة في تجارة له بأرض بصرى وسمع من راهب
ان النبي
الذي سيخرج فى آخر الزمـان قد اقترب عصره
وزمـانه
وحين عاد طلحة الى بلده مكة سمع الناس يتحدثون
أن محمداً يقول أنه نبي أن الوحي يأتيه من السماء.
فسأل طلحة أول ما سأل أبي بكر فعلم أنه يقف الى
جوار محمد مؤمنا منافحا، أوّابا.
فحدّث طلحة نفسه: محمد، وأبو بكر..؟؟ :
تالله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبدا.!!
هنـا أسرع طلحة إلي دار أبي بكر ، ولم يطل
الحديث بينهما
فقد كان شوقه الى لقاء الرسول صلى الله عليه
وسلم ومبايعته أسرع من دقات قلبه ، فصحبه أبو بكر
الى الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أسلم وأخذ
مكانه في القافلة المباركة ... وهكذا كان طلحة من
المسلمين المبكرين.
عاش طلحة وسط الجماعة المسلمة يعبد الله مع العابدين ، ويجاهد في سبيله مع
المجاهدين ويرسي بساعديه مع سواعد اخوانه قواعد الدين
الجديد الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور.
فاذا قضى حق ربه ، راح يضرب في الأرض ، ويبتغي
من فضل الله منمّيا تجارته الرابحة ، وأعماله الناجحة. فكان طلحة رضي الله عنه من أكثر المسلمين ثراء،
وأنماهم ثروة ، وكانت ثروته كلها في خدمة الدين ، فكان
ينفق منها بغير حساب ، وكان الله ينمّيها له بغير حساب.
لقد لقّبه الرسول بـ طلحة الخير، وطلحة الجود وطلحة الفيّاض اطراء لجوده المفيض.
وما أكثر ما كان يخرج من ثروته
مرة واحدة، فإذا الله الكريم يردها اليه مضاعفة.
تحدّثنا زوجته سعدى بنت عوف فتقول :
" دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ، فسألته ما
شانك..؟
فقال المال الذي عندي ، قد كثر
حتى أهمّني وأكربني.
فقالت له : ما عليك ، اقسمه ، فقام ودعا فقراء الناس، واخذ يقسمه عليهم حتى
ما بقي منه درهم "
وكان لفارسنـا مواقفُ بطوليةٌ رائعة تدلُّ على شجاعته ونصرته لهذا الدين ، فمن
أعظم تلك المواقف ما بذَلَه يوم أُحد
من دفاعٍ عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - فقد تكاثر
المشركون على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يحميه
بجسده عن النبال والسيوف أن تصيبه حتى إنه جرح يوم أُحُد أربعةً وعشرين جرحًا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح، وشلَّت أصابعه.
يقول قيس بن أبي حازم :
"رأيت يد طلحة بن عبيدالله شلاء ، وقى بها
النبيَّ - صلى الله عليه وسلم ، فجعل طلحة يهجم على المشركين حتى يدفعهم عن
النبي ثم ينقلب إلى النبي ليرقى به إلى الجبل.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ من أراد أن ينظر
إلى شهيد يمشي على رجليه
فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله ]
وقـال أيضا : [ طلحة والزبير جاراي في الجنة ]
#وهنـا كـانت نهاية رحلتنـا
ففي السنة السادسة والثلاثين من الهجرة وفي جمادى الآخرة ، قٌتل طلحة فى معركة الجمل ، وله من العمر أربع وستون سنة
نعم مـات طلحة لكن بقيت سيرته وبقي أثره ممتد معنـا
طلحة الذي علمنـا التضحية والفداء
تعلمنـا منه الجـود والإنفـاق
تعلمنـا منه التجـارة مع الله.
نسأل الله أن يجمعنـا به فى الفردوس الأعلي مع
النبي محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق